شعراء العصر الأسلامي ـ أشهر القصائد للشاعر كعب بن مشهور

كعب بن مشهور المخبلي هو شاعر حجازي إسلامي من بني المخبل، جليحة، خثعم. وقد كتب في العديد من الموضوعات، بما في ذلك قصة حبه لميلاء، أخت زوجته أم عمرو. وقد عبر عن هذا الحب في شعره بطريقة مميزة.

ويعتبر كعب بن مشهور المخبلي أحد أشهر شعراء العصر الإسلامي الأول، وقد كتب العديد من الأبيات الرائعة التي تعبر عن الحب والولاء لله ورسوله، وتحث على العمل الصالح والتقوى.

وتظهر قصة حبه لميلاء كمثال على الشعر العاطفي الذي كتبه، والذي يعبر عن الحب بطريقة راقية ومؤثرة. وقد اشتهر كعب بن مشهور المخبلي بشعره الجيد والمعبر، ولهذا فإن أبياته ما زالت تحظى بشعبية كبيرة حتى يومنا هذا.

1ـ  دعتك دواعي أم عمرو لو دعت

دعتكَ دواعي أم عمرٍو لو دَعَت       صدى بين أرماسٍ لظل يُجيبُها

فيا أُم عَمرٍو ثوبي ذا قرابةٍ           أثابك جناتِ النعيم مُثيبُها

أَثيبي فتى يَغدو مع الشمسِ شَوقُهُ                مِراراً ويأتيهِ بشَوقٍ غُروبُها

له زَفرةٌ يا أُمّ عمرٍو وعبرَةٌ                    يُبلى به يا أم عمرٍو دَبيبُها

يقولون بَعضُ الناس يَشقى من الهوى                    ألا لا يداوي النفسَ إلا حبيبُها

كما لا يداويني من الشوقِ والهوى                   من الناسِ إلا أمُّ عَمروٍ طبيبُها

رداحٌ تضيءُ البيتَ حُسناً إذا بدت                      مضمخةً بالزعفران جُيُوبُها

تصيدُ بكفيها القلوبَ إذا رَمَت                        وَترمَى فَتُخطي النبل أو لا تُصيبُها

خليلي ما من حيبةٍ تريانها                      بجسمي إلا أم عَمروٍ طَبيبُها

فما أم عمرو حين تمسي ببلدةٍ               من الأرض إلا مثل غيثٍ يُصيبُها

دنا مطرٌ أو أم عمرو قريبةٌ                    بذالك إربابث الرياحِ وطيبُها

إذا كنتَ للريح الدروجِ بمنسمٍ                   أتتك برياها فطابَ هُبوبُها

تخطى إلينا شُمخا مشمخرةً               تضوعُ ريحَ الضيمرانِ لُهُوبُها

منعمةٌ لا يَخرُقُ البُردَ طولُها                ولا قصرٌ في أم عمرو يَعيبُها

تَدُق الخلاخيلَ المُلاحمَ صوغُها               بِرُعبوبَةِ الساقينِ دُرمٍ كُعوبُها

وتَلوي إزارَ القَزِّ منها بدعصَةٍ              مُبتلةٍ عَزَّ الرمالَ كَثيبُها

إذا هي صافَت لَم تُعلي سمانةً                   وإن شحبت لم يبد عيباً شحوبُها

يهونَ عليها أن تبيتَ خميصةً                  وللضيفِ أو بعضِ العيالِ نصيبُها

لَزُومٌ لإزرار القميصِ مشيحةٌ                 عليه إذا ما الهوجُ ضاعَت جيوبُها

تنامُ عن الزاد المعجل نفعُهُ                     وتضحي وايدي الموقظات تنوبُها

فيا أم عمرو ما تمر ظعينةٌ                     مشرقةٌ إلا وقلبي جنيبها

علي يمينٌ لا أقولُ قصيدةً                       من الشعر إلا أم عمرٍ وشبوبها

فهل تجزيني أم عمرو علاقتي                   بها واشتهاري كل واشٍ يعيبُها

وقولي إذا ما زلت النعلُ زلةً                     أيا أم عمرو دعوةً لا تجيبُها

أحبك ما كان الصبا عيشةَ الفتى                وما حيكتِ الأبرادُ شتى ضروبُها

2ـ تمنيت أم العمر حتى رأيتها

تمنيتُ أمَّ العَمرِ حتَّى رأيتُها          يُفلتنها بيسَ الثوابِ يُثيبُ

ألا حبذا عيناكِ من متفلتٍ            وبردُ الثنايا منكِ حينَ تطيبُ

3ـ فتى غير مبطان العشيات لا يرى

فتى غير مبطانِ العشياتِ لا يُرى          ضئيلا ولا رثَّ القُوى حينَ يشحَبُ

4ـ  يا نفس حني فقد أمسيت مفردة

يا نفسِ حِنِّي فقد أمسيتِ مُفردَةً            عمن بُليت بذِكراهُ وعديتِ

عَمَّن تودينَ حتى أنتِ صاديَةٌ                 لا ترتوينَ وَلَو في الجَمِّ خُلِّيتِ

سيقت لقتلكِ مثلُ الريمِ واضِحَةٌ                 أسبابُ حينٍ قضاهُ اللَه مَوقُوتِ

رُعبُوبَةُ الخَلقِ مِعطارٌ إذا برزَت                  بَينَ البُيُوتِ مَشَت في حُسنِ تَسمِيتِ

يا جُملُ هَل أنتِ قَبلَ المَوتِ ساقِيتي               كأسَ الحياةِ نَعَم يا جُملُ لو شِيتِ

أحيَيتِ نَفساً كما أَبتَتِّها قَعَصاً                   بِمُرهَفِ مِن سِهام المَوتِ حيتُوتِ

5ـ  أفي كل يوم أنت من برح الهوى

الى الشم من أعلام ميلاء ناظرُ             طوامِسَ يَعلوها القتامُ كأنها

قطارُ نَبيطٍ من خراسان صادرُ             بِعَينٍ مُعَنَّاةٍ بميلاء لم يَزَل

لها مُنذُ نَاءَت من قَذَى العَينِ عائرُ              مراها القَذَى والشَّوقُ حتى كأنما

بها كمن أو طرفها متخازر                تمنى المنى حتى إذا أفنت المنى

جرى هَلَلٌ من دمعها متبادر                 كما أرفضَّ هُلكاً بعدما ضُمَّ ضمةً

بحبل الفتيلِ اللُؤلُؤُ المتناثرُ             وباكٍ على من لا تواتيك دارُهُ

ورامٍ بعينيك الفجاجَ فزَافرُ                 نعم ليس لي من ذاك بُدٌّ وإنَّني

على ذاك إلا جَولَةَ الدَمعَ صابر                    دَعا القَلبَ من ميلاءَ فانقادَ نحوها

كما انقاد في الحبل الجنيب                   نَسيمٌ كإيماضِ الصبير ومنطقٌ

خَفيضٌ ومكسور من الطرف فاتر               إذا ناشها نوشَ الخلا وتساقطت

على ساعديه والبنان                   اذا ناش عرنينا أشم يزينه

جميل المحيا بالصفيحين فا                     غفا مثلَ طرف الحر ليسَ بِمُجهِزٍ

عليك ولا عقبانه عنك                    أفِق أيها القلب المُعَنَّى فقد بدا

بجسمك من ميلاء سُقمٌ                     قضى اللَه حُبِّيها عليَّ كما قضى

عليَّ بِأَنّي مَيِّت ثُمَّ ناشِرُ

كأني وأم العمر لم يجر بيننا

كأني وأم العمر لم يجر بيننا         خَليلُ صَفاءٍ لا تخافُ طلائعُه

ولم ألق أُمَّ العَمرِ سراً ولم أقل            لها مَوهِناً والليلُ قد نام هاجعُهُ

ألم تعلمي أن التلاقي لم يكد               يكونُ وأنَّ الهجر لا بد تابعُه

7ـ أيا أم عمرو لم قعدت مع الذي

أيا أم عمرو لم قَعدتِ مع الذي         وش بي فقد أخبرت من ذَروِ ذلك

ويا أم عمرو قومك اليوم قد جَنَوا                   حروبا وقومي قد جنوا مثل ذالك

أيا أم عمرو إن سكتُّ عَرَفتها                      وان قلتِ بَيِّن قلت سُرعَ انفتالك

أيا أم عمرو كيف يفرح ذو الهوى                   بلقيانكم والموت عند زيالك

وددت عدوي يا مُنَى النفس أنه                       به مثل ما بي من زوال ديارك

تمنينني حتى إذا ما قتلتني              بحسن المنى أعييتني باعتلالك

لو ان سوادَ القلب ينطق لاشتكى                   إليك سوادُ القلب قل نوالِكِ

8ـ  أيا أم عمرو ما هممت بخلة

أيا أُمَّ عَمرو ما هَمَمت بخلَّةٍ         سِوَاكِ ولا أَمسى فؤادي مَلَّكِ

ولا غَرَّني النأيُ المُفَرِّقُ بَيننا            ولا كثرةُ الواشين إن كانَ غَرَّكِ

ولا أحدثَ الواشونَ في ذاتِ بينِنا                لكُم غَيرَ ما ساء الوُشاةَ وسَرَّكِ

ولكن وَشَى واشٍ لِيُفسِد بيننا              عَدُوٌّ مُبينٌ فافترى كَذِباً لَكِ

وكيفَ سُلُوُّ النَفسِ عَنكِ وإنَّها               لَوَحشٌ فَواءٌ من سِواكِ حِمى لكِ

9ـ فلو كنت معذورا بأن أطلب الصبا

فلو كُنتُ مَعذوراً بأن أطلُب الصِّبا       لَقَد حَمَلَت مِنِّي إِليكِ رَسُولُ

ولكِنَّما ذُو الشَيبِ يُبلى بِأَنَّهُ               إذا شابَ لَم يُجعَل عَلَيهِ قَبُولُ

10ـ خليلي والراقي عن العرض قابل

خَلِيلَي والراقي عَن العرض قابلٌ        لذي البَثِّ من أَشياعِهِ المُتَبَرِّمِ

قفا فاسألا الأطلال بَين أَسِلَّة ال            رداه وهضَبِ العَالَه المُتثَلِّمِ

متى العهدُ من ميلاء أو هل لهائمٍ               بميلاء ذاقَ النأيَ من مُتَلَومِ

فإن هو لم ينطق وكان جوابُهُ               بنات الصدى يا نَمنَ مِن كُلّ مَأنَمِ

11ـ  فقولا لباقي رسم ميلاء باللوى

فقولا لباقي رَسم ميلاءَ باللوى       لوى الهضب بين المغرِ والمتخرم

خيامٌ تهفُّ الريحُ في حجراتِها           ونيٌّ كطَوقِ الفضَّةِ المُتَفَصِّمِ

عليك السلام أيها الربعُ باللِّوى            وحييتَ مسؤولاً وإن لم تَكَلَّمِ

بما كُنتَ إذ ميلاءُ ميلاءُ والنوى            جميعٌ وشعبُ الدارِ لم يتقسمِ

كما يتمنَّى من تمَنَّى ولا أرى             لياناً من الدنيا لحيٍّ بأنعُمِ

فإن يَخلُ من ميلاءَ ربعٌ فما خلا          بَنات الحَشَا من حُبِّها المتمنمم

ولا عدلت ميلاءَ منذُ تباعدت               بها الدارُ من بِكرٍ ولا ذات قيِّمِ

شعوفٌ بريا المسك تشفي من الجَوى         ومن يَرَها لا يشتكي السُقمَ يَسقَمِ

رَداحُ المُرَدَّى في اعتدالٍ كأنها              صَريمَةُ رَملٍ نُطِّقَت خُوطَ ساسَمِ

تَلوثُ خِمارَ القَزِّ في غَيرِ لبسةٍ              عَفَت والمُسَدَّى من يَمَانِ مُسَهَّمِ

بأغيد عمهوجٍ ترى بَينَ             الاتحمي المنمنم

مُقدّاً يكادُ الطرفُ يبرق أن يَرَى           مناظِر مِنهُ حرَّةَ المُتَوسَّمِ

إذا ضحكت لم تنتهر وتبسمت              عن المي وعَن ذي فلجةٍ لم يُثلمِ

له مائحيجلو القذَى عن متونه             مِنَ الضِّرو أو عُودِ الأراكِ المُقَوَّم

وداوية قفر يُغَنِّي بها الصدى            غِناءَ حمامِ الأيكَةِ المترنِّمِ

سرينا بها من حُبِّ ميلاءَ بعدما             بلَونا عُلالاتِ المطيِّ المخزَّمِ

لندنو من ميلاءَ أو نُعقَبَ الذي                  قَضَينا فَنُجزى يَومَ بُؤسٍ بأَنعُمِ

صَحا مَن تَصابى من لِداتِي وحُبُّها           شَرِيكُ المنايا سِيطَ بِاللَّحمِ والدَّمِ

للمزيد من أشعار العصر الأسلامي قم بالتصفح على موقع حالات

أضف تعليق