شعراء العصر الإسلامي ـ أشهر القصائد للشاعر عروة بن حزام

عروة بن حزام هو ابن عم لامرأة تدعى أبي عفراء، وقد نشأ في حجر عمه بعد وفاة والده. وكانت الصداقة تربط بينه وبين أبي عفراء منذ صباهما، وعندما كبرا، تزوجت امرأته لرجل آخر وسافرت مع زوجها إلى الشام، في حين كان عروة غائباً.
عندما عاد عروة إلى بلده، أخبروه بأن زوجته قد توفيت، ولكنه علم فيما بعد بأنها لم تمت بعد، وعلى الرغم من ذلك، كتب نعياً لها وذهب لرؤيتها قبل وفاته، وبعد وفاتها، دفنت إلى جانبه. عندما وصل خبر وفاتهما إلى معاوية، قال لو علمت بحال هذين الحرين الكريمين لجمعت بينهما.

1ـ قاصيدة:  يطالبني عمي ثمانين ناقة

يُطالِبُني عمّي ثمانينَ ناقةً

وما ليَ يا عفراءُ إلاّ ثمانِيا

2ـ قاصيدة:  بي اليأس أو داء الهيام شربته

بِيَ اليأَسُ أَوْ داءُ الهُيامِ شَرِبْتُهُ        فَإيّاكَ عنّي لا يَكُنْ بكَ ما بِيا

فما زادَني النَّاهونَ إِلاَّ صبابةً           ولا كَثْرَةُ الواشينَ إِلاّ تمادِيا

3ـ قاصيدة: نذود بذكر الله عنا من السرى

نَذودُ بِذِكْرِ اللهِ عنّا مِنَ السُّرى

إِذا كانَ قلبانا بِنا يَجِفانِ

4ـ قاصيدة:  أصلي فأبكي في الصلاة لذكرها

 أُصَلّي فَأَبْكي في الصَّلاةِ لِذِكرِها           لِيَ الويْلُ مما يكتبُ المَلَكانِ

خليليَّ عوجا اليومَ وانْتَظِرا غداً               علينا قليلاً إِنَّنا غَرِضانِ

وإِنَّ غداً باليومِ رَهْنٌ وإِنَّما            مَسيرُ غدٍ كاليومِ أوْ تَريانِ

إِذا رُمْتُ هِجْراناً لها حالَ دونَه                حِجابانِ في الأَحْشاءِ مُؤْتَلِفانِ

5ـ قاصيدة: فما لكما من حاديين رميتما

فما لكما من حادِيَيْنِ رُمِيتُما         بِحُمّى وطاعونٍ أَلا تَقِفانِ

فما لكما من حادِيَيْنِ كُسِيتُما               سرابيلَ مُغْلاةً من القَطِرانِ

فَوَيْلي على عفراءَ وَيْلٌ كأَنَّهُ               على النَّحْرِ والأحشاء حَدُّ سِنانِ

أَلا حَبَّذا مِنْ حُبِّ عفراءَ مُلْتقى                نَعَمْ وألا لا حيث يَلْتَقِيانِ

أَحَقّاً عِبادَ اللهِ أَنْ لستُ زائراً              عُفَيْراءَ إلاّ والوليدُ يَراني

كَأَنّي وإِيّاهُ على ظَهْرِ موعِدٍ                فقد كِدْتُ أَقْلي شَأْنَه وقَلاني

لَوَ أَنَّ أَشَدَّ النّاسِ وَجْداً ومِثْلَهُ             مِنَ الجِنِّ بعد الإِنْس يَلْتَقِيانِ

فَيَشْتَكِيانِ الوجْدَ ثُمَّتَ أَشْتكي              لأَضْعَفَ وَجْدي فوقَ ما يَجِدانِ

وما تَرَكَتْ عفراءُ مِنْ دَنَفٍ دوىً              بِدَوْمَةَ مَطْوِيٌّ له كَفَنانِ

فقد تَرَكَتْني ما أَعي لمحدِّثٍ            حديثاً وإِنْ ناجَيْتُهُ ونَجاني

وقد تَرَكَتْ عفراءُ قلبي كَأَنَّهُ             جَناحُ غُرابٍ دائمُ الخَفَقانِ

6ـ قاصيدة: خليقان هلهالان لا خير فيهما

خُلَيْقانِ هَلْهالانِ لا خَيْرَ فيهما           إِذا هَبَّتِ الأَرواحُ يَصْطَفِقانِ

رِواقانِ تَهْوي الرِّيحُ فوق ذَراهما           وباللّيلِ يسري فيهما الْيَرَقانِ

ولم أَتْبَعِ الأَظْعانَ في رَوْنَقِ الضُّحى          ورَحْلي على نهّاضةِ الخَدَيانِ

ولا خَطَرَتْ عَنْسٌ بِأَغْبَرَ نازِحٍ            ولا ما نَحَتْ عينايَ في الهَمَلانِ

كَأَنَهما هَزْمانِ من مُسْتَشِنَّةٍ            يُسَدّانِ أَحْياناً ويَنْفَجِرانِ

أَرى طائِرَيَّ الأَوَّلَيْنِ تَبَدَّلا                إِليَّ فما لي منهما بَدَلانِ

أَحَصّانِ من نَحْوِ الأَسافِلِ جُرّدا              أَلِفّانِ مِنْ أَعلاهما هَدِيانِ

لِعَفْراءَ إِذْ في الدّهْرِ والنّاسِ غَرَّةٌ           وإِذْ حُلُقانا بالصِّبا يَسَرانِ

لأَدْنُوَ مِنْ بيضاءَ خفّاقَةِ الحشا             بُنَيَّةِ ذي قاذورةٍ شَنآنِ

كَأَنَّ وِشاحَيْها إِذا ما ارْتَدَتْهما          وقامتْ عِنانا مُهرَةٍ سَلِسانِ

يَعَضُّ بِأَبْدانٍ لها مُلْتَقاهما               ومَثْناهُما رِخْوانِ يَضْطَرِبانِ

وتَحْتَهما حِقْفانِ قد ضَرَبَتْهما                   قِطارٌ مِنَ الجوزاءِ مُلْتَبِدانِ

أَعَفْراءُ كم مِنْ زَفْرَةِ قد أَذَقْتِني                وحزْنٍ أَلَجَّ العيْنَ بالهَمَلانِ

فَلَوْ أَنَّ عَيْنَيْ ذي هوىً فاضَتا دَماً         لَفاضَتْ دَماً عينايَ تَبْتَدِرانِ

فَهَلْ حادِيا عفراءَ إِنْ خِفْتَ فَوْتَها              عَليَّ إِذا نادَيْتُ مُرعَوِيانِ

ضَروبانِ للتّالي القطوفِ إذا وَنى                 مُشيحانِ من بَغْضائِنا حَذِرانِ

7ـ قاصيدة: فيا ليت عمي يوم فرق بيننا

فَيا ليتَ عَمِّي يومَ فرَّقَ بيننا           سُقيْ السُّمَّ ممزوجاً بِشَبِّ يَمانِ

بُنَيَّةُ عَمِّي حيلَ بيني وبينَها              وضَجَّ لِوَشْكِ الفُرْقَةِ الصُّرَدانِ

فَيا ليتَ مَحْيانا جميعاً ولَيْتَنا              إِذا نحنُ مُتْنا ضَمَّنا كَفَنانِ

ويا ليتَ أَنّا الدَّهْرَ في غيرِ ريبَةٍ             بَعيرانِ نَرْعى القفْرَ مُؤْتَلِفانِ

يُطَرِّدُنا الرُّعيانُ عنْ كُلِّ مَنْهَلٍ             يقولونَ بَكْرا عُرَّةٍ جَرِبانِ

إِذا نحنُ خِفْنا أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَنا              رَدى الدَّهْرِ دانى بَيْنَنا قَرْنانِ

فَوَاللهِ ما حَدَّثْتُ سِرَّكِ صاحباً               أَخاً لي ولا فاهَتْ به الشَّفَتانِ

سِوى أَنَّني قد قُلْتُ يوماً لِصاحِبي             ضُحىً وقَلوصانا بنا تَخِدانِ

ضُحَيّاً وَمَسَّتْنا جَنوبٌ ضَعيفةٌ              نَسيمٌ لِرَيّاها بِنا خَفِقانِ

تَحَمَّلْتُ زَفْراتِ الضُّحى فَأَطْقْتُها              وما لي بِزَفْراتِ العَشِيِّ يَدانِ

فيا عَمِّ لا أُسْقِيتَ من ذي قَرابَةٍ             بِلالاً فقد زَلَّتْ بكَ القَدَمانِ

فأَنت ولم يَنْفَعْكَ فَرَّقْتَ بَيْنَنا              ونحنُ جَميعٌ شَعْبُنا مُتَدانِ

ومَنَّيْتَني عَفْراءَ حتى رَجَوْتُها             وشاعَ الذي مَنَّيْتَ كُلَّ مكانِ

مُنَعَّمَةٌ لم يأْتِ بين شَبابِها                ولا عَهْدِها بالثَّدْيِ غيرُ ثَمانِ

ترى بُرَتَيْ سِتَّ وستّين وافياً             تَهابانِ ساقَيْها فَتَنْفَصِمانِ

فَوَاللهِ لولا حُبُّ عفراءَ ما التقى             عَلَيَّ رواقا بيتِكِ الخَلِقانِ

8ـ قاصيدة: أناسية عفراء ذكري بعدما

أَناسِيَةٌ عفراءُ ذكريَ بَعْدَما        تركتُ لها ذِكْراً بِكُلِّ مَكانِ

ألا لَعَنَ اللهُ الوُشاةُ وقَوْلَهُمْ            فُلانَةُ أَمْسَتْ خُلَّةً لِفُلانِ

فَوَيْحَكُما يا واشِيَيْ أُمِّ هَيْثَمٍ           فَفِيمَ إِلى مَنْ جِئتُما تَشيانِ

أَلا أَيُّها الواشي بِعفراءَ عندنا               عَدِمْتُكَ مِنْ واشٍ أَلِسْتَ تراني

أَلَسْتَ ترى لِلْحُبِّ كيف تخَلَّلَتْ               عَناجيجُهُ جسمي وكيف بَراني

لَوَ أَنَّ طبيبَ الإنْسِ والجِنِّ داويا             الذي بيَ من عفراءَ ما شَفياني

إذا ما جَلَسْنا مَجْلِساً نَسْتَلِذُّهُ                تَواشَوا بِنا حتى أَمَلَّ مكاني

تَكَنَّفَني الواشُونَ مِنْ كلِّ جانِبٍ               وَلَوْ كانَ واشٍ واحدٍ لَكَفاني

وَلَوْ كانَ واشٍ بِالْيَمامَةِ دارُهُ               وداري بِأَعْلى حَضْرَمَوْتَ أَتاني

فَيَا حَبَّذا مَنْ دونَهُ تَعْذِلونَني              وَمَنْ حَلِيَتْ عيني به ولساني

ومَنْ لَوْ أَراهُ في العَدُوْ أَتَيْتُهُ                ومَنْ لو رآني في العَدُوِّ أَتاني

ومَنْ لَوْ أَراهُ صادِياً لَسَقِيتُهُ               ومَنْ لو يَراني صادِياً لَسَقاني

ومَنْ لو أَراهُ عانيِاً لَكَفَيْتُهُ             ومَنْ لَوْ يَراني عانياً لَكَفاني

ومَنْ هابَني في كلِّ أَمْرٍ وهِبْتُهُ              ولَوْ كُنْتُ أَمْضي من شَباةِ سِنانِ

يُكَلِّفُني عَمِّي ثمانين بَكْرَةً                ومالي يا عفراءُ غيرُ ثمانِ

ثَمانٍ يُقَطِّعْنَ الأَزِمَّةَ بالبُرى               ويَقْطَعْنَ عرْضَ البيدِ بالوَخَدانِ

9ـ قاصيدة:  معي صاحبا صدق إذا ملت ميلة

معي صاحباً صِدْقٍ إذا مِلْتُ مَيْلَةً         وكانَ بِدَفَّيْ نِضْوَتي عَدَلاني

أَلاَ أَيُّها العرّافُ هل أَنتَ بائعي              مكانَكَ يوماً واحداً بمكاني

أَلسْتَ تراني لا رأيتَ وَأَمْسَكَتْ             بِسَمْعِكَ رَوْعاتٌ من الحَدَثانِ

فيا عَمٌ يا ذا الغَدْرِ لا زِلْتَ مُبْتلّي            حليفاً لِهَمٍّ لازمٍ وهَوانِ

غَدَرْتَ وكانَ الغَدْرُ مِنْكَ سَجِيَّةً            فَأَلْزَمْتَ قلبي دائمَ الخفقانِ

وَأَوْرَثْتَني غَمَّاً وكَرْباً وحَسْرَةً          وأَوْرَثْتَ عيني دائمَ الهَمَلانِ

فلا زِلْتَ ذا شوقٍ إلى مَنْ هَويتَهُ              وقلبُكَ مقسومٌ بِكُلِّ مكانِ

وإِنّي لأَهْوى ما يَزْعُمُ النّاسُ بَيْنَنا                  وعفراءَ يومَ الحَشْرِ مُلْتَقِيانِ

وإِنَّا على ما يَزْعُمُ النّاسُ بَيْنَنَا                 مِنَ الحبِّ يا عفرا لَمُهْتَجِرانِ

تَحَدَّثَ أَصْحابي حديثاً سَمِعْتُهُ              ضُحَيّاً وأعناقُ المَطِيِّ ثَوانِ

فقلتُ لهم كلاّ وقالوا جماعةٌ            بلى والذي يُدْعى بكلِّ مكانِ

أَلا يا غُرابَيّ دِمْنَةِ الدَّارِ بَيِّنا              أَبِالصَّرْمِ من عفراءَ تَنتحبانِ

فَإِنْ كانَ حقّاً ما تقولانِ فَاذْهَبا              بِلَحْمي إلى وَكْرَيْكُما فَكُلاني

إِذَنْ تَحْمِلا لَحْماً قليلاً وأَعْظُماً             دِقاقاً وقَلْباً دائمَ الخَفَقانِ

كُلانيَ أَكْلاً لم يَرَ النّاسُ مِثْلَهُ            ولا تَهْضِما جَنبيَّ وَازْدَرِداني

ولا يَعْلَمَنَّ النّاسُ ما كانَ مِيْتَتي              ولا يَطْعَمَنَّ الطَّيْرُ ما تَذَرانِ

 

للمزيد من قصائد لشعراء العصر الإسلامي قم بالتصفح على موقع حالات

 

أضف تعليق