شعراء العصر الإسلامي ـ أشهر القصائد للشاعر جبيهاء الأشجعي

جبيهاء (أو جبهاء) هو لقب يُطلق على الشاعر الإسلامي البدوي يزيد بن خثيمة بن عبيد الأشجعي، وهو من شعراء المفضليات. قدم جبيهاء قصيدة رائعة في المدح والثناء على عنز، والتي أُهداها إليه رجلٌ من بني تيم من أشجع. ويظهر في القصيدة أنها كانت على سبيل الإعارة ولم يتم إعادتها، مما دفع جبيهاء إلى التعبير عن استيائه في بداية قصيدته:
“أمولى بني تيم، ألستَ مؤدياً ـ منيحتنا فيما تؤدَّى المنائح”

تتألف القصيدة من 16 بيتاً، وتبرز فيها قدرة جبيهاء على صياغة الأفكار بأسلوبٍ جميل ومعبر. يعد جبيهاء من أبرز شعراء المفضليات، وقد ترك أثراً كبيراً في الشعر العربي الإسلامي.

1ـ قاصيدة : أقام هوى صفية في فؤادي

أَقامَ هَوى صَفِيَّةَ في فُؤادي       وَقَد سَيَّرَت كُلَّ هَوى حَبيبِ

لَكِ الخَيراتُ كَيفَ مُنِحتِ وُدّي        وَما أَنا مِن هَواكِ بِذي نَصيبِ

أَقولُ وَعُروَةُ الأَسَدِيُّ يَرقى         أَتاكِ بُرقِيَةِ المَلقِ الكَذوبِ

لَعَمرُكَ ما التَثاؤُبُ يا اِبنَ زَيدٍ        بِشافٍ مِن رُقاكَ وَلا مُجيبِ

لَسَيرُ الناعِجاتِ أَظُنُّ أَشفى         لِما بي مِن طَبيبِ بَني الذَهوبِ

2ـ قاصيدة: وأرسل مهملا جذعاً وحقاً

وَأَرسَلَ مُهمَلاً جَذِعاً وَحُقاً

بِلا جَدعِ النَباتِ وَلا جَديبِ

3ـ قاصيدة : رعاع عاونت بكرا عليه

رَعاعٌ عاوَنتَ بَكراً عَلَيهِ

كَما جُعِلَ العَريفُ عَلى النَقيبِ

4ـ قاصيدة:وعدت وكان الخلف منك سجية

وَعَدتِ وَكانَ الخُلفُ مِنكِ سَجِيَّةً

مَواعيدَ عَرقوبٍ أَخاهُ بِيَترِبِ

5ـ قاصيدة: أمولى بني تيم ألست مؤديا

أَمَولى بَني تَيمٍ أَلَستَ مُؤَديّاً      مَنيحَتَنا فيما تُؤَدّى المَنائِحُ

فَإِنَّكَ إِن أَدَّيتَ غَمرَةَ لَم تَزَل        بِعَلياءَ عِندي ما بَغى الرِبحَ رابِحُ

لَها شَعَرٌ ضافٍ وَجيدٌ مُقَلِّصٌ            وَجِسمٌ زُخارِيُّ وَضِرسٌ مُجالِحُ

وَلَو أُشلِيَت في لَيلَةٍ رَجَبِيَّةٍ               بِأَرواقِها هَطلٌ مِنَ الماءِ سافِحُ

لَجاءَت أَمامَ الحالِبَينِ وَضَرعُها               أَمامَ صَفافيها مُبِدُّ مُكاوِحُ

وَوَيلَمَّها كانَت غَبوقَةَ طارِقٍ              تَرامى بِهِ بيدُ الإِكامِ القَراوِحُ

كَأَنَّ اِجيجَ النارِ إِرزامُ شُخبِها               إِذا اِمتاحَها في مِحلَبِ الحَيِّ مائِحُ

وَلَو أَنَّها طافَت بِظِنبٍ مُعَجَّمٍ               نَفى الرِقَّ عَنهُ جَدبُهُ فَهوَ كالِحُ

لَجاءَت كَأَنَّ القُسورَ الجونَ بَجَّها                   عَساليجُهُ وَالثامِرُ المُتَناوِحُ

تَرى تَحتَها عَسَّ النُظارِ مُنَيِّفاً                 سَما فَوقَهُ مِن بارِدِ الغَزرِ طامِحُ

سُديساً مِنَ الشُعرِ العِرابِ كَأَنَّها                مُوَكَّرَةٌ مِن دُهمِ حَورانَ صافِحُ

رَعَت عُشُبَ الجَولانِ ثُمَّ تَصَيَّفَت              وَضيعَةَ جَلسِ فَهيَ بَدّاءُ راجِحُ

6ـ قاصيدة : وأحنف مسترخي العلابي طوحت

وَأَحنَفَ مُستَرخي العَلابِيَ طَوَّحَت          بِهِ الأَرضُ في بادٍ عَريضٍ وَحاضِرِ

بَغى في بَني سَهمِ بنِ مُرَّةَ ذَودَه               زَماناً وَحَيّاً ساكِناً بِالسَواجِرِ

وَعارِفَ أَصراماً بِإيرٍ وَأَحجَبَت           لَهُ حاجَةٌ بِالجَزعِ خُناصِرِ

وَصادَفَ أَغلاثاً مِنَ الزادِ كُلَّهُ              نَقيفاً وَفَثّاً وَسطَ تِلكَ العَشائِرِ

فَأَبصَرَ ناري وَهيَ شَقراءُ أوقِدَت             بِلَيلٍ فَلاحَت لِلعُيونِ النَواظِرِ

فَما رَقَدَ الوَلَدانُ حَتّى رَأَيتُهُ             عَلى البَكرِ يَمريهِ بِساقٍ وَحافِرِ

كِلا عَقبَيه قَد تَشَعَّثَ رَأسُها                مِنَ الضَربِ في جَنبي ثِفالٍ مُباشِرِ

فَسَلَّمَ حَتّى أَسمَعَ الحَيَّ صَوتُهُ                بِصَوتٍ رَفيعٍ وَهوَ دونَ النَقائِرِ

فَقُلتُ لَهُ أَهلاً وَسَهلاً وَمَرحَباً                بِهذا المُحَيّا مِن حَبيبٍ وَزائِرِ

فَقُمتُ رَسيلاً بِالَّذي جاءَ يَبتَغي              إِلَيهِ مَليحَ الوَجهِ لَيسَ بِباسِرِ

فَقالَ اِستَمِع مِنّي العَجيبَ عَذيمَةٌ               مِنَ الغَيثِ كانَت بَعدَ عَركِ السَوائِرِ

جَنوبَ رُخَيّاتٍ فَجَزعِ تُناضُبٍ               مَزاحِفُ جَرّارٍ مِنَ الغَيثِ باكِرِ

فَقُلتُ لَهُ ما كانَ حَيثُ تَقولُ لي            عِهادٌ فَهَل مِن حادِثٍ بَعدُ ناصِرِ

أَنِخ راشِداً فِاِنزِل فَما دونَ ضَيفَنا          حِجابٌ سِوى حِصنِ النِساءِ الحَرائِرِ

7ـ قاصيدة: فقمت إلى بلهاء ذات علالة

فَقُمتُ إِلى بَلهاءَ ذاتِ عُلالَةٍ       مُعاوِدَةِ المَقرى جَمومِ الأَباهِرِ

عَلاةٍ عَلَنداةٍ كَأَنَّ ضُلوعَها       كَتائِفُ شيزى عُطِّفَت بِالمَآسِرِ

رَقودٍ لَو أَنَّ الدُفَّ يُنقَرُ تَحتَها        لِتَنفِرَ مِن قاذورَةٍ لَم تُناكِرِ

فَدَرَّت مَرّياً حالِبَيها وَأَرزَمَت         إِلى حِسِّ مَعذومٍ عَنِ الضَرعِ فاتِرِ

حَسيمٍ نَفاهُ العَبدُ حَتّى أَفَزَّهُ            عَنِ الضَرعِ إِلّا حَكَّهُ بِالمُشافِرِ

دَفَعنا ذَنوبَيها فَلَمّا تَفَسَّحَت             جَلَت عَن عَميقِ الرُفغِ جابي الأَباجِرِ

مُحَجَّلِ أَوساطِ الغَراميلِ رُكِّبَت             أَنابيبُهُ في صُرَّةٍ ذاتِ ساتِرِ

كَظَبيِ القَنيصِ قارَبوا فَوقَ رَأسِهِ            وَأَوصالِهِ في مُكنَباتِ المَرائِرِ

فَما بَرِحَت سَجواءَ حَتّى كَأَنَّما            بِأَشرافِ مَقراها مَواقِعُ طائِرِ

وَحَتّى سَمِعنا خَشفَ بَيضاءَ جَعدَةٍ           عَلى قَدَمَي مُستَهدِفٍ مُتَقاصِرِ

وَحَتّى تَناهى الحالِبانِ وَخَفَّفا             مِنَ القَبضِ عَن خُثمٍ رِحابِ المَناخِرِ

وَجاءَ جَميعاً يَهدِجانِ كِلاهُما            يَبُدُّ يَدَيهِ بِالعَميقِ الجُراجِرِ

فَقُلتُ لَهُ اِشرَب لَو وَجَدَت قَضِيَّةً               قُريَتَ الذُرا مِن مُربِعاتٍ بِها زِر

وَلكِنَّما صادَفتَ ذَوداً مَنيحَةً            حُبِسنَ لِحَقٍّ أَو لِجارٍ مُجاوِر

خَناجِرَ شُدقاً بَينَ حَمضٍ وَخُلَّةٍ              مَجاليحُ في المَشتى ثِقالَ الكَراكِر

فَأَقنَعَ كَفَّيهِ وَأَجنَحَ صَدرَه             بِجَرعٍ كَأَثباجِ الزِبابِ الزَنابِر

8ـ قاصيدة: وواجهه جذلان حتى أمره

وَواجَهَهُ جَذلانَ حَتّى أَمَرَّهُ         بِيُمنى يَدَيهِ كَاِشتِمالِ المُخاطِرِ

فَلَمّا خَشيتُ الذَمَ قُلتُ اِشفَعوا لَهُ             بِثَنتَينِ مِن ذَودِ العِيالِ الغَوابِرِ

فَقُمنا إِلى خَيرَينِ في ضَرَّتَيهِما             مَجَمُّ لِدّراتِ العُروقِ النَواعِرِ

كَمَيتَينِ حَمراوَينِ لَوناً تَعادَتا               بِهِ نَسَباً في الواشِجاتِ الزَواخِرِ

عَلاتَينِ تَمضي لَيلَةُ الطَلِّ عَنهُما           وَقورَينِ تَحتَ الساقِطِ المُتَواتِر

تَرافَدَتا حَتّى كِلا مَحلَبَيهِما             أَنافَ بِزُبّادٍ مِنَ الغُزرِ فاتِر

فَقُلتُ اِحلَبوا قَبلَ الصَباحِ صَبوحَهُ             لَهُ باكِراً في الوَردِ أَو غَيرِ باكِرِ

فَباتَ وَباتَ المَخضُ عِندَ وِسادِه              حَقيناً وَمِن دونِ اللِحافِ المُباشِرِ

فَلَمّا رَأى أَنَّ الصَبوحَ شَصاصَةٌ             وَأَنَّ فَريسَ اللَيلِ اِحدى المَناكِرِ

فَأَصبَحَ مَمهوداً لَهُ بَينَ وَحفَةٍ             رَبوضٍ وَمَضروبٍ لَهُ بِالوَتائِرِ

فَما رامَ حَتّى مَسَّتِ الشَمسُ جِلدَهُ                وَلانَت عَلى الحافي رُؤوسَ الحَزاوِر

وَأَضحى بِأَجوازِ الفَلاةِ كَأَنَّما               يُقَلِّبُ ثَوبَيهِ قَوادِمُ طائِر

تَرامى بِهِ نَقباً زِيادٍ كَما اِرتَمَت                 مَخارِمُ ذي فَلحٍ بِأَروَقَ صادِرِ

9ـ قاصيدة : أمن الجميع بذي البقاع ربوع

أَمِنَ الجَميعِ بِذي البِقاعِ رُبوعُ        راعَت فُؤادَكَ وَالرُبوعُ تَروع

مِن بَعدِ ما بَلِيَت وَغَيَّرَ آيَها           قَطرٌ وَمُسبَلَةُ الذُيولِ خَريعُ

جَوّالَةٌ بِرُبى المَلا غَولِيَّةٌ           بِرَغامِهِنَّ مُرِيَّةٌ زُعزوعُ

يا صاحِبَيَّ أَلا اِرفَعاني إِنَّهُ           يَشفي الصُداعَ فَيَذهَلُ المَرفوعُ

أَلواحُ ناجِيَةٍ كَأَنَّ تَليلَها            جِذعٌ تُطيفُ بِهِ الرُقاةُ مَنيعُ

تَنجو إِذا نَجِدَت وَعارَضَ أَوبَها            سِلَقٌ أَلحَنَ مِنَ النِياطِ خَضوعُ

في كُلِّ مُطَّرِدِ الدُفاقِ كَأَنَّهُ            نَسرٌ يُرَنِّقُ حانَ مِنهُ وُقوعُ

عَرَّسنَ دائِرَةَ الظَهيرَةِ بَعدَما            وَغِّرنَ وَالحَدقُ الكَنينُ خَشوعُ

بِأَمَقَّ أَغبَرَ يَلتَقي حَنّانَهُ              لِلريحِ بَينَ فُروعِهِ تَرجيعُ

يَعتَسُّ مَنزِلَهُنَّ أَطلَسُ جائِعٌ          طَيّانُ يُتلِفُ مالَهُ وَيُضيعُ

10ـ قاصيدة:  إذا مس خرشاء الثمالة أنفه

إِذا مَسَّ خِرشاءَ الثُمالَةَ أَنفُهُ

ثَنى مِشفَريهِ لِلصَّريحِ فَأَقنَعا

11ـ قاصيدة: عزوز غداة الورد باد مرادها

عَزوزٌ غَداةَ الوَردِ بادٍ مُرادُها

وَتُصبِحُ يَومَ الغَبِّ حاشِكَةَ الخُلفِ

12ـ قاصيدة:  ألا لا أبالي بعد ريا أوافقت 

أَلا لا أُبالي بَعدَ رَيّا أَوافَقَت

نَوانا نَوى الجيرانِ أَم لَم تُوافِقِ

هِجانُ المُحَيّا حُرَّةُ الوَجهِ سُربِلَت

مِنَ الحُسنِ سِربالاً عَتيقِ البَنائِقِ

 

للمزيد من شعر العصر الإسلامي قم بالتصفح على موقع حالات 

أضف تعليق